كُنْتُ مَعَ عُمَرَ. ح وَحَدَّثَنَا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، (وَاللَّفْظُ لَهُ)، حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ، قَال: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَينَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَتَرَاءَينَا الهِلالَ. وَكُنْتُ رَجُلًا حَدِيدَ الْبَصَرِ. فَرَأَيتُهُ. وَلَيسَ أَحَدٌ يَزعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيرِي. قَال فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لَا يَرَاهُ. قَال: يَقُولُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُستَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي. ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَقَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرِينَا مَصَارعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأَمْسِ. يَقُولُ: "هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مالك رضي الله عنه كنت مع عمر) بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، وفيه رواية صحابي عن صحابي (ح وحدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي بفتح المهملة والموحدة مولاهم أبو محمد الأبلي بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام، صدوق، من (9) روى عنه في (10) أبواب (واللفظ له) أي لشيبان (حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كنا مع عمر) بن الخطاب (بين مكة والمدينة فتراءينا) أي فطلبنا (الهلال) لنراها (وكنت رجلًا حديد البصر) أي قوي البصر نافذه، ومنه قوله تعالى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} قال أنس (فرأيته) أي رأيت الهلال (وليس أحد) من رفقتنا (يزعم) ويقول (أنه رأه) أي رأى الهلال، وقوله (غيري) صفة لأحد مرفوع بضمة مقدرة أي ليس أحد غيري يزعم أنه رآه (قال) أنس (فجعلت) أي شرعت (أقول لعمر أما تراه) أي أما ترى الهلال في موضع كذا وكذا يا أمير المؤمنين (فجعل) أي فكان عمر (لا يراه، قال) أنس (يقول) لي (عمر سأراه) أي سأرى الهلال إذا كبر (وأنا) أي والحال أني (مستلق) أي مضطجع بظهري (على فراشي) بلا كلفة (ثم أنشأ) أي شرع عمر (يحدثنا عن) قصة قتلى (أهل بدر) من المشركين أي أراد إنشاء حديث قصتهم (فقال) معطوف على أنشأ بهذا التأويل لئلا يلزم علينا عطف شيء على نفسه (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُرينا) أي يُبصرنا (مصارع) أي مساقط قتلى (أهل بدر) من المشركين (بالأمس) أي في الأمس من اليوم الذي قتلوا والأمس اسم لليوم الذي قبل يومك الذي كنت فيه، حالة كونه (يقول) في إراءتنا له (هذا) المكان (مصرع فلان غدًا إن شاء الله) تعالى أي مسقطه ومقتله بإذن الله تعالى هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم الظاهرة يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراهم قبل غزوة بدر بيوم المواضع التي يقتل فيها