فِيهِ. وَظَنَنْتُ أَن الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ. فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ. وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ، قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(فيه) أولًا (وظننت) أي تيقنت، والظن هنا بمعنى العلم لأن فقدهم إياها محقق قطعًا وهو معلوم عندها (أن القوم) الذين يحملون هودجي (سيفقدوني) بكسر القاف وبنون واحدة، وفي رواية (سيفقدنني) بنونين لعدم الناصب والجازم والأولى محمولة على أنها لغة أو على حذف إحدى النونين لتوالي المثلين (فتيممت منزلي) .. إلخ أي قصدته ولزمت ذلك المكان وهذا من كمال عقلها وإلا فإن النساء في مثل تلك الحالة تغلب عليهن الفزع ويبعثهن على الاضطراب من مكان إلى مكان ولكنها علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطلبها أولًا إلَّا في نفس المكان الذي تركها فيه فلزمته أي فقصدت الجلوس والملازمة لمنزلي الذي نزلت فيه أولًا، والحال أني قد تيقنت أنهم يفقدونني قريبًا (فيرجعون إليّ) أي إلى منزلي الذي نزلت فيه لطلبي فيه (فبينا أنا جالسة في منزلي) أي فبينا أوقات جلوسي في منزلي الأول (غلبتني عيني) بالإفراد أي غلب النوم عيني (فنمت) بسبب شدة الغم إذ من شأن الغم وهو وقوع ما يكره غلبة النوم بخلاف الهم وهو توقع ما يكره فإنه يقتضي السهر وغلبة النوم من كمال طمأنينتها وثقتها بالله تعالى وإلا فالفزع في مثل هذه الحالة ربما يمنع من النوم أو أن الله تعالى لطف بها فألقى عليها النوم لتستريح من وحشة الانفراد في البرية بالليل اه قسطلاني (وكمان صفوان بن المعطل) بتشديد الطاء المفتوحة (السلمي) بضم السين وفتح اللام نسبة إلى سُليم قبيلة كبيرة له (ثم الذكواني) بفتح الذال المعجمة نسبة إلى بني ذكوان قبيلة صغيرة له لأنه نسبة إلى ذكوان بن ثعلبة بن بهشة بن سليم وهو بطن من بني سليم، وكان صحابيًا فاضلًا شجاعًا خيِّرًا شاعرًا، أول مشاهده عند الواقدي الخندق وعند ابن الكلبي المريسيع وسيأتي آنفًا ما يدل على تقدم إسلامه كما بينا هناك، وقد ذكر ابن إسحاق أنه استشهد في غزاة أرمينية في خلافة عمر سنة تسع عشرة، وقيل بل عاش إلى سنة أربع وخمسين فاستشهد بأرض الروم في خلافة معاوية رضي الله تعالى عنهما (قد عرس) ونزل في آخر الليل (من وراء الجيش) أي نزل في منزل كان خلف منازل الجيش، ووقع في حديث ابن عمر عند الطبراني وغيره بيان سبب تأخر صفوان ولفظه (سأل النبي صلى الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015