قوله [يا على لا تخبرهما] أما توجيه (?) ذلك بأنه لئلا يدركهما العجب فمنقصة لهما وسوء ظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحط لهما عن درجتهما، فأما أن يقال: إن النهي ليكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر إياهما بذلك فيكون العلم الحاصل لهما بخبره علم يقين، بخلاف إخبار علي فإن العلم الحاصل به لكان ظنيًا، أو يقال: إنما نهى عن الأخبار ليكون ما يحصل لهما بعد الحشر نعمة غير مترقبة، فيكون السرور به أوفر منه إذا كان وجدانه على انتظار منهما وترقب، أو يقال: إنما نهى لئلا يكون لهما استضرار بكثرة السرور ولا يأخذهما الحمام لشدة الفرح، فإن ذلك نعمة ليس فوقها (?) نعمة، فعس أن لا يأخذهما تحمل إذا أخبروا به فيخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخاف ذلك منهما.