ومراتبها على حسب الكمالات العلمية والعملية التي حصلها المرء في أيام بقائه في الدنيا، فمن نشأ في عبادة الله وشب فيها حتى بلغ سن الكهولة تكون قوته العلمية والعملية أزيد ممن ليس كذلك، فلما فضل النبي صلى الله عليه وسلم صاحبيه على كهول الجنة وليس هناك كهل وإنما أهل الجنة جرد مرد، كان المقصود تفضيلهما على من أكمل قوتيه العلمية والعملية في دار الدنيا، وأما إذا فضلا على من كان كذلك كان فضلهما على من (?) ليس كذلك أوضح وأبين، فما ورد في شأن الحسنين رضي الله عنهما (?) دون ما ورد في شأن الشيخين رضي الله عنهما، فلا يلزم المعارضة، فهما سيدان لمن مات شابًا، وهذان للكل.