3510 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِى جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَىِّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَرَامٍ، فَلَوْ أَمَرْتَنَا بِأَمْرٍ، نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا. قَالَ «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، الإِيمَانِ بِاللَّهِ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللَّهِ خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ». طرفه 53
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: كونه الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم الفِرى ظاهر؛ لأنه يصير شرعًا متبعًا وأما أن الإنسان يقول: رأيت في المنام كذا، ويكون كاذبًا فما وجه كونه من أعظم الفِرى، واندراجه مع الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: أجاب بعضهم بأن الرؤيا جزء من النبوة، فمن زعم أنه رأى شيئًا لم يره فقد ادَّعى أنه أعطى جزءًا من النبوة، وهذا افتراء على الله تعالى، والافتراء عليه تعالى أعظم من الافتراء على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا ليس بشيء؛ لأن الرؤيا الصادقة هي جزء من النبوة كما سبق لا مطلق الرؤيا، بل الجواب أن خلق الرؤيا في قلب النائم فعل الله تعالى، فإذا أخبر بما لم يره فقد افترى على الله، ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا.
فإن قلت: فأيُّ فرق في الكذب على الله بين اليقظة والمنام؟ قلت: الفرق أن حالة النوم ليس للرأي إحساس وكسب، بل بمحض خلق الله، فهو في ذلك يدعى الاتصال بعالم الملكوت وحلول الفيض عليه، ولا شك أن الجناية في ذلك أعظم.
3510 - (حماد) بفتح الحاء وتشديد الميم (عن أبي جمرة) بالجيم نصر بن عمران (قدم وفد عبد القيس) جمع وافد، من يَرِدُ على الملوك لهم عام، وعبد القيس قبيلة من قيس عيلان، والحديث سلف في باب أداء الخمس من كتاب الإيمان (عن الدباء) هو القرع (والختم) الجرة الخضراء (والمزفت) المطلي بالزفت.