فَقَالَ «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ، مَوْتِى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا». طرفه 111

16 - باب كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ

وَقَوْلُهُ (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ) الآيَةَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

جمع أديم (فقال: أعدد ستًّا) أي: ست علامات.

(موتان) -بضم الميم- الموت العام كالطاعون نعوذ بالله (يأخذ فيكم كقعاص الغنم) بضم القاف والعين والصاد المهملتين، قال ابن الأثير: داء يأخذ الغنم، فتموت في الحال من القعص، وهو جذب الإنسان إلى أن يموت (فيظل ساخطًا) بفتح الظاء والياء، أي: يقضي نهاره كذلك (ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر) الهدنة بضم الهاء الصّلح، وبنو الأصفر أولاد الأصفر بن روم بن عيص (فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية) بالياء المثناة هي الرّاية، ويروى بالباء الموحدة، وهي الأجمة، كأن الرماح من كثرتها أجمة، وهذا معروف في كلام العرب، قال الشاعر:

أسود غابها الرّماح

(تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا) فالمجموع ثمانمئة وثمان وستون ألفًا.

باب كيف ينبذ العهد

استدل على جواز نبذ العهد بالآية، وطريقه أن يخبره بأن لا عهد بيننا، هذا معنى قوله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} [الأنفال: 58] أي: عهدهم {عَلَى سَوَاءٍ}: بحيث تعلم أنت وهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015