مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَغْسِلُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ إِذَا تَوَضَّأَ.
164 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ - قَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وزيادةً رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بنحو وضوئي هذا وفي بعض النسخ غسل كل رجليه وفي بعضها كل رجله وفي بعضها كلتي رجليه. (باب غسل الأعقاب) قوله (ابن سيرين) هو محمد من أكابر التابعين تقدم في باب اتباع الجنائز من الإيمان. فإن قلت ما جزاء إذا توضأ إن كان إذا للشرط أو ما عامله إن كان ظرفاً. قلت إما كان وإما يغسل والظاهر الأول. فإن قلت كان للماضي ويغسل للمضارع فكيف يجتمعان. قلت يغسل للاستمرار أو لحكاية حال الماضي على سبيل الاستحضار وأما مناسبة ذكره مع ذكر غسل الأعقاب فلكونهما داخلين تحت إسباغ الوضوء. قوله (آدم بن أبي إياس) بكسر الهمزة وخفة المثناة المنقطة من تحت والسين المهملة تقدم ذكره وذكر شعبة في باب المسلم من سلم المسلمون. و (محمد بن زياد) بكسر الزاي وبخفة المثناة التحتانية أبو الحارث القرشي الجمحي المدني الأصل سكن البصرة، مولى عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة روى له الجماعة. قوله (كان يمر) هذا التركيب لا يكاد يستعمل إلا في موضع كان ذلك الفعل مكرراً وهو حال من مفعول سمعت. و (الناس يتوضئون) حال من فاعل كان فهما حالان متداخلان وإن احتمل أن يكونا مترادفين. قوله (المطهرة) بفتح الميم وكسرها الأداوة والفتح أولى وأعلى، قوله (قال) حال عن أبي هريرة وفي بعضها فقال. فإن قلت كيف يصبح حينئذٍ أن يكون أبو هريرة مفعولاً لسمعت إذ شرط وقوع الذات مفعول فعل السماع أن يكون مقيداً بالقول ونحوه. كقوله تعالى: (سمعنا منادياً ينادي) قلت القول مقدر ثمة وهذا مفسر له والفاء تفسيرية ولا يتفاوت وجودها وعدمها إلا بزيادة إفادة كون القول بياناً. قوله (أسبغوا الوضوء) بفتح الهمزة والإسباغ لغة الإتمام. وقال ابن عمر الإسباغ