عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ وَقَالَ يَعْقُوبُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامع ورواية ابن السكن قتيبة بدل قبيصة. قوله (يوم الخميس) خبر المبتدأ المحذوف أو بالعكس نحو يوم الخميس يوم الخميس نحو أنا أنا والغرض منه تفخيم أمره في الشدة والمكروه و (خضب) أي رطب وبلل ولفظ (لا ينبغي) أما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قول ابن عباس والسياق يحتملهما والموافق لسائر الروايات الأول ومر شرح الحديث في كتاب العلم. قوله (هجر) أي هجر من الدنيا وأطلق بلفظ الماضي لما رأوا فيه من علامات الهجرة من دار الفناء قال النووي أهجر هو بهمزة الاستفهام الإنكاري أي أنكروا على من قال لا تكتبوا أي قال لا تجعلوه كأمر من هذى في كلامه وإن صح بدون الهمزة فهو أنه لما أصابه الحيرة والدهشة لعظم ما شاهدوه من هذه الحالة الدالة على وفاته وعظم المصيبة أجرى الهجر مجرى شدة الوجع وأقول هو محاز لأن الهذيان الذي للمريض مستلزم لشدة وجعه فأطلق الملزوم وأراد اللازم، قوله (دعوني) أي اتركوني ولا تتنازعوا عندي فإن الذي أنا فيه من المراقبة والتأهب لقاء الله تعالى والفكر في ذلك ونحوه أفضل من الذين تطلبون من الكتابة ونحوها. قوله (جزيرة العرب) هي ما بين عدن إلى ريف العراق طولا ومن جدة إلى أطراف الشام عرضًا وسميت جزيرة لإحاطة البحار بها من نواحيها. قوله (وأجيزوا) من الإجازة يقال أجازه بجوائز أي أعطاه عطايا ويقال أصله أن قطن بالقاف والمهملة المفتوحتين ابن عبد عوف وإلى فارس مر به الأحنف في جيشه غازيا إلى خراسان فوقف لهم على قنطرة فقال