الأكبر والغنى الخالص والملك العظيم والفخر الجليل واليقين الصافي والتوكل الشافي الصحيح.
فالورع أساس العبادة ونتيجة الزهد الذي عليه مبني الإرادة. وقد تظاهرت الأدلة من الكتاٍب والسنة علي استجابه مطلقًا.
قال الله تعالي: { ... وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}.
وقال تعالي: {إنَّ ربَّك لبا لمرصاد}.
وفي الصحيحين، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي من حديث النعمان بن البشير - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقي المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
وروي هذا الحديث بألفاظ متعددة متقاربة. لكن اقتصرت هنا علي لفظ الصحيحين.
قال العلماء: (وهذا أحد أحاديث الإسلام التي عليها مداره مجمعين علي جلالته وعظم موقعه).
قال جماعة: هو ثلث الإسلام، وإن الإسلام يدور عليه وعلي حديث (إنما الأعمال بالنيات).