وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة- أيضًا- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يزال هذا الأمر أو قال: على هذا الأمر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله).
وفي المسند- أيضًا- من حديث أبي عبد الله الشامي قال: سمعت معاوية يقول: (يا أهل الشام حدثني الأنصاري قال شعبة يعني زيد بن أرقم- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين. وإني لأرجو أن تكونوا (منهم) يا أهل الشام).
روى يوسف بن سعيد بن مسلم. قال: حدثنا ابن كثير هو محمد، عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس- رضي الله (عنه) - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة).
وأومأ بيده إلى الشام.
أنكره البخاري، أن يكون من حديث قتادة عن أنس وقال: إنما هو عن مطرف عن ابن عمر.
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن أبي داود، من حديث عمران بن حصين- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدَّجال).
قوله: (لا تزال) لا تبرح. أخبر- صلى الله عليه وسلم- أن خلاصة هذه الأمة لا تزال أبدًا على هذا الحال الذي أخبر.
و(الطائفة) الجماعة. وهم العصابة في الحديث الآخر.
وفي رواية (أمة) وهم الذين قال الله فيهم: {وممن خلقنا أمةً يهدون بالحق وبه يعدلون}.
ففي هذه الأحاديث: دليل على ظهور الباطل وكثرته لأنه إذا لم يكن على الحق إلا