الدمشقي الداراني، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- وهم بالشام يقول سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك". قال عمير: فقال مالك بن يخامر: قال: معاذ بن جبل- رضي الله عنه- وهم بالشام فقال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذًا يقول وهم بالشام). ورواه مسلم في صحيحه دون قول مالك وكذلك ابن ماجه.

وفي رواية الصحيحين قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين علة ما ناوأهم إلى يوم القيامة". ورواها الإمام أحمد في مسنده وفي الصحيحين- من حديث المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- قال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "لا يزال ناس من أمتي ظاهرين" وفي رواية: "لا تزال طائفة من أمتي" وذكره. وفي رواية لهما لن يزال من أمتي ظاهرين على الناس. وذكره وفي مسند الإمام أحمد وجامع أبي عيسى الترمذي من حديث معاوية بن قرة المزني عن أبيه- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة). قال الترمذي حديث حسن صحيح. ورواه ابن ماجة وليس عنده ذكر الشام وأورده أبو محمد البغوي عند تفسير قوله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} وفي صحيح مسلم، وسنن ابن ماجه من حديث ثوبان مولى النبي- صلى الله عليه وسلم- و- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) وقد رواه الإمام أحمد، وأبو داود- في جملة حديث طويل- والله أعلم. وفي المعجم الأوسط لأبي القاسم الطبراني من حديث الوليد بن عبادة عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" وهذا من أفراد الوليد. وروى ابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة- أيضًا- ولفظه: "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله- عزَّ وجلَّ- لا يضرها من خالفها".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015