فأول ما يستجيب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر بل لكل عامل، أن يحدث في كل أمر ونهي وحركة وسكون، نية صالحة مخلصًا جهاده من شوائب الأكدار.
قال الخطابي: معنى النية فصدك الشيء بقلبك. وقيل: عزيمة القلب.
قال الله تعالى: { ... إن يريدّا إصلحًا يوفّق الله بينهماّ ... } فجعل سبحانه النية سبب التوفيق وهي عمل القلب وعبوديته، كما أن العمل عبودية الجوارح.
وفي الصحيحين، والسنن الأربعة، وغيرها من حديث عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
وفي صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، فإنما نظره سبحانه إلى القلوب، لأنها مظنة النية.