وروى المعافى ابن عمران من حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم والحسد فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدًا).

قيل أوحى الله- تعالى- إلى سليمان بن داود- عليهما السلام- أوصيك بسعة أشياء لا تغتبن صالحي عبادي، ولا تحسدن أحدًا من عبادي. فقال سليمان: حسبي.

وقال بعض السلف: إذا أراد الله أن يسلط على عبد عدوًا لا يرحمه سلط عليه حاسدًا.

وقال بعضهم: الحاسد غضبان على من لا ذنب له يحتال بما لا يملك كما قيل:

أفكر ما ذنبي إليك فما أرى ... علي سبيلا غير أنك حاسد

ولبعضهم:

عين الحسود عليك حارسة ... يبدئ المساوئ والإحسان يخفيه

وقال الفضيل بن عياض: المؤمن يغبط والمنافق يحسد وروى البيهقي عن أبي حاتم محمد بن حبان قال: أنشدني محمد بن نصر المديني لداود بن علي بن خلف:

إني نشأت وحسادي ذو وعود ... يا ذا المعارج لا تنقص لهم عدوا

إن يحسدوني على ما كان من حسن ... فمثل خلقي فيهم جر لي حسد

وبسنده أيضًا عن أبي بكر بن كامل القاضي قال: أنشدني بن الأزرق النحوي:

بكر الحسود إلىّ بلحى ربه ... جهلًا نقلت له مقالة حازم

الله أعلم حيث يجعل فضله ... مني ومنك ومن جميع العالم

وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى: الحاسد عدو نعمتي ساخط لقسمتي.

ولبعضهم:

الا قل لمن يأت لي حاسدًا ... أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله من حكمة ... لأنك لم ترض لي ما وهب

وكلها أدارية على قدر حاله ... سوى حاسد فهي التي لا أنالها

وكيف يداري المرء حاسد نعمتة ... إذا كان لا يرضيه إلا زوالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015