نظم:
إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة ... كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر
فهم قوم إذا ذكروا لا يذكرون وإذا وعظوا لا يتعظون.
ولبعضهم في كان وكان:
وإن تكن يا بني معنا على فؤادك قد ختم ... فليسف لى فيك حيلة فضل الدواء قد فات
كم لعب الردى بمثلهم، وتولع في اجتثاث أصلهم، افترى ما يكفي في توبيخهم وعزلهم: {فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم}.
ولبعضهم:
إن كان غيرك قد أجاب الداعي ... كأنني بك قد تعالى الناعي
قد طال باعك والمنية بعدها ... فليس إذا طالت قصيرة باعي
وملأت سمعك بالمواعظ ظاهرًا ... حتى اشتهرت به وليسر بواعي
تسعى بنفسك في المتالف جاهدًا ... لا تفعلن وأرفق بها يا ساعٍ
كم قد غررت بظاهر متجمل ... مثل الشراب جرى ببطن القاع
وقال مجاهد: هو مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يعمل به والمعنى أن هذا الكافر إن زجرته لا ينزجر وإن تركته لم يهتد. فالحالتان كحالتي الكلب إن طرد وحمل عليه بالطرد كان لاهثًا، وإن ترك كان لاهثًا. قال القتيبي: كل شيء يلهث وغن يلهث ففي إعياء أو عطش إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة، وفي حالة الري وفي حالة العطش فضربه الله مثلًا لمن كذب بآياته فقال: إن وعظته فهو ضال وإن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث وإن تركته على حاله لهث. وذكر الواحدي، وغيره (عند) تفسير قوله- تعالى-في قصة بلعام بن باعور: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}. عن ابن عباس معناه: إن تحمل عليه الحكمة لم يحملها، وإن ترك لم يهتد لخير كالكلب إن كان راضيًا لهث وإن طرد لهث.
وقال الحسن: هو المنافق لا ينيب إلى الحق دعي أم لم (يدع)، وعظ أو لم يوعظ،