والثاني: جاهلون بما يقولون ويفعلون.
قتل الجهل أهله ونجا كل من عقل ... فاغتنم دولة الشباب واستأنف العمل
فكفى الله المؤمنين شرهم إما بصلاحهم أو بالراحة منهم.
الطبقة الثامنة: القبيحة حيث لم يكن لأهلها نية صحيحة يقومون بذلك على الضعفاء ويقصرون عن الآقوياء الشرفاء. مع قدرتهم في ذلك عليهم وإلقاء محض النصيحة إليهم. وهم ممن يحابي الأصحاب ويراعي ذوي الهيئات والأنساب. وما ذلك إلا لغرض مذموم، وأمر شيطاني مكتوم.
وأما القسم الثاني وهم المنهيون المأمورون الذين- بالمعاصي - يؤمنون فكما أن الآمرين على طبقات، بتفاوت المقامات، فكذلك المأمورون باختلاف الحالات.
الطبقة الأولى: وهم بعض الخلفاء والسلاطين والأمراء والمتجبرين وأرباب الحكم والرئاسة والمنتمين إليهم من أهل الفخر والنفاسة.
وكل منهم يقصد أذى من يأمره بحبسه، ويتسلط عليه بتجبره على الله وسوء أدبه. فهذا ممن لا يترك العصيان ولا يرجع بجبروته عن الطغيان حيث ذمه الله في كتابه وعمم قوله: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم}. ذهبت لذاتهم بما ظلموا وبقي العار، لا راحة لهم ولا سكون ولا قرار، شيدوا بنيان الأمل، وإذا به قد انهار {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار}.
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سو، في معيشتها ... خير في لذة من بعدما النار
يا عظيم المعاصي، يا مخبطًا جدًا، يا ظالمأ ما عتى وتعدى.
وكم جاوز حدًا، وكم أتى دنيا عمداا! .
يا أسير الهوى وقد أصبح له عبدًا، يا ناظمًا خرزات الأمل في سلك المنى عقدًا، يا معرضًا عما قد حل قد حل عقدًا.