سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال نعم أحدثكم حديثًا جيدًا: تغذينا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول الله: هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك قال: (نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني).
يشير- في هذه الأحاديث- إلى فضل أيام المتأخرين مع قلة مددهم، فالآمر بالمعروف الناهي عن المنكر في زماننا، قائم بالركن الأعظم في الدين، والمهم الذي ابتعث الله به جميع المرسلين، لأن عليه مدار أمر الدين، وبأسبابه أنيطت منازل الكونين.
وقد روى الترمذي وغيره من حديث عمرو بن ميمون الأودي أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لبلال بن الحارث يومًا: (اعلم يا بلال، قال: ما أعلم؟ قال: اعلم أنَّ من (أحيا) سنةً من سنتي لأميتت بعدي كان له من الأجر مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا).
وروى- أيضًا- بسنده عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال له: (يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل، ثم قال: يا بين وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحياني ومن أحياني كان معي في الجنة).
وقال: حديث حسن غريب. فهذا أتم شرف وأكمل فضل أخبر به- صلى الله عليه وسلم- في حق من أحيا سنته.
وروى البيهقي في كتاب المدخل من حديث حمزة بن الحسن عن محمد بن عجلان القرشي عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (القائم بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد).
وروى الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي، من حديث عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي داود عن أبي جعفر رفعه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد).