الشيطان فعميت بصائرهم حتى باتوا لا يفرّقون بين ما هو آية قرآنية كريمة، وما هو كلام نثري بشري، وارتأيت أن أقسم أخطاءهم (?) إلى قسمين:
الأول: يتصل بالنص المحقق.
والثاني: يتصل بالخدمة التي كان من الواجب أن تقدّم إلى النص المحقق من نحو عزو الآيات القرآنية إلى سورها، وتخريج الأشعار من مصادرها، ... إلخ ما تعارف عليه المحققون.
أولا: بدت أخطاؤهم في النص المحقق على النحو الآتي:
1 - أقدموا على تغيير بعض كلمات المخطوطة من غير حاجة تدعو إلى ذلك ولم يشيروا في الهامش إلى ما في الأصل، ولا إلى هذا التغيير، من ذلك:
أ - ذكر أبو الفداء في الورقة (23 / أ) القول: اللهم اغفر لي ولمن سمع حاشا الشيطان وابن الإصبغ» وفي الصفحة 79 من كتابهم المطبوع جعلوها «أبا الإصبغ» ولا نعلم سببا لذلك.
ب - وفي الورقة (53 و) سجل أبو الفداء العنوان الآتي «ذكر جمع المؤنث الصحيح» ووجدتهم في الصفحة 184
يجعلونه «ذكر جمع المؤنث السالم» لم هذا التغيير أيتها النخبة المتميزة من المزوّرين.
ج - وفي الورقة (129 أ) تحدث أبو الفداء فيها عن إبدال الياء من الباء فقال «وكذلك ديباج، الأصل دباج عند من جمعه على دبابيج» وفي الصفحة 464 ألفيتهم يسجلون «والأصل دباج لجمعه على دبابيج» مع أن قراءة «عند من» لا تدفع إلى جعل «جمعه» «لجمعه» ولا داعي لإسقاط «عند من» أيها القوم الخرّاب.
د - وفي الورقة (37 أ) قال أبو الفداء عن نون الوقاية «وكذلك هي لازمة في المضارع المعرّى عن نون الإعراب» وفي الصفحة 130 جعلوها «العاري» عرّاهم الله من كل فضيلة.
ثانيا: امتد فسادهم، فوضعوا في الهامش ما هو من أصل المخطوط ومن قبل