وهي: إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ، تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ ويسمّى اسمها وترفع الخبر ويسمّى خبرها، ووجه شبهها بالفعل المتعدي أنّها تقتضي اسمين كما يقتضيهما الفعل المتعدّي، فتنصب أحدهما وترفع الآخر كما صنع في مقتضى الفعل المتعدّي، وقدّم المنصوب على المرفوع للفرق بين الفعل وما أشبهه (?) وكلّها لها صدر الكلام غير أنّ المفتوحة، وإنّما كان لها صدر الكلام لأنّ كلا منها يدلّ على قسم من أقسام الكلام من تمن أو ترجّ أو استدراك أو غير ذلك فوجب التقديم، وأمّا أنّ المفتوحة فإنّها مع ما في حيّزها في تأويل المفرد، وإنّما التزموا أن لا تكون أوّل الكلام (?) لئلا تبقى عرضة لدخول إنّ المكسورة عليها، فإنه لا يجوز أن تقول: إنّ أنّ زيدا منطلق عند سيبويه (?) وذكر أنّ/ العرب اجتنبت ذلك كراهة لاجتماع اللفظين المشتبهين، وأجازه الكوفيون (?) وتلحق هذه الحروف ما (?) فتلغيها عن العمل على الأفصح، وتدخل حينئذ على الجملة الفعليّة أيضا، كقولك:
إنّما زيد قائم، وإنما قام زيد (?)، ولا يتحتم الإلغاء مع ما بل يجوز الإعمال أيضا (?)