محَال وَأما فِي الرسوم فَهُوَ جَائِز، وَلَا بُد أَن يجْتَنب فِي الْحُدُود من دُخُول الحمن لِأَن التَّصْدِيق فرع التَّصَوُّر، والتصور فرع الْحَد، فَيلْزم الدّور
والرسم التَّام: هُوَ مَا تركب من الْجِنْس الْقَرِيب والخاصة كتعريف الْإِنْسَان بِالْحَيَوَانِ الضاحك
والرسم النَّاقِص: مَا يكون بالخاصه وَحدهَا، أَو بهَا وبالجنس الْبعيد كتعريف الْإِنْسَان بالضاحك، وبالجسم الضاحك وَبَاقِي الحيثيات تخْتَص جُمْلَتهَا بحيقته وَأحسن الْحُدُود الرسمية مَا وضع فِيهِ الْجِنْس الْأَقْرَب وَأتم باللوازم الْمَشْهُورَة
وَالْحَد يشْتَرط فِيهِ الاضطراد والانعكاس نَحْو قَوْلنَا: كل مَا دلّ على معنى مُفْرد فَهُوَ اسْم، وَمَا لم يدل على ذَلِك فَلَيْسَ باسم
والعلامة: يشْتَرط فِيهَا الاضطراد دون الانعكاس نَحْو قَوْلك: كل مَا دخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام فَهُوَ اسْم، فَهَذَا مضطرد فِي كل مَا تدخله هَذِه الأداة وَلَا ينعكس فَلَا يُقَال: كل مَا لم يدْخلهُ الْألف وَاللَّام فَلَيْسَ باسم، لِأَن الْمُضْمرَات أَسمَاء وَلَا يدخلهَا الْألف وَاللَّام، وَكَذَا غَالب الْأَعْلَام والمبهمات وَكثير من الْأَسْمَاء
وَلَا يذكر فِي الْحَد لفظ الْكل لِأَن الْحَد للماهية من حَيْثُ هِيَ هِيَ، وَلَا يدْخل فِي الْمَاهِيّة من حَيْثُ هِيَ مَا يُفِيد الْعُمُوم والاستغراق وَلِأَن الْحَد يجب صدقه وَحمله على كل فَرد من أَفْرَاد الْمَحْدُود من حَيْثُ هُوَ فَرد لَهُ، وَلَا يصدق الْحَد بِصفة الْعُمُوم على كل فَرد
قيل: أَرْبَعَة لَا يُقَام عَلَيْهَا برهَان وَلَا تطلب بِدَلِيل وَهِي: الْحُدُود والفوائد وَالْإِجْمَاع والاعتقادات الكائنة فِي النَّفس فَلَا يُقَال: مَا الدَّلِيل على صِحَّتهَا فِي نفس الْأَمر؟ وَلَا يُقَال على صِحَة هَذَا الْحَد؟ وَإِنَّمَا يرد بِالنَّقْضِ والمعارضة
الْحَرْف: هُوَ من كل شَيْء طرفه وشفيره وَحده، وَوَاحِد من حُرُوف الهجاء، سميت حُرُوف التهجي بذلك لِأَنَّهَا أَطْرَاف الْكَلِمَة، وَيسْتَعْمل فِي معنى الْكَلِمَة يُقَال: (إِذا) مثلا حرف أَي: كلمة
النَّاقة الضامرة والمهزولة حرف أَيْضا
[وَيَجِيء بِمَعْنى الأَصْل وَالْقَاعِدَة]
{وَمن النَّاس من يعبد الله على حرف} أَي: على وَجه وَاحِد وَفِي " الْمُفْردَات " قد فسر ذَلِك بقوله بعده: {فَإِن أَصَابَهُ خير} وَفِي مَعْنَاهُ: {مذبذبين بَين ذَلِك} وَنزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف أَي: لُغَات من لُغَات الْعَرَب مفرقة فِي الْقُرْآن، وأصوب محمل يحمل عَلَيْهِ هُوَ أَن المُرَاد سَبْعَة أنحاء من الِاعْتِبَار مُتَفَرِّقَة فِي الْقُرْآن، رَاجِعَة إِلَى اللَّفْظ وَالْمعْنَى دون صُورَة الْكِتَابَة وَلَا صُورَة الْكَلم لما أَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ أُمِّيا، وَلَا قِرَاءَة السَّبْعَة فَلَا يُنَافِي اخْتِلَاف الْقرَاءَات على عشرَة
وحرف لِعِيَالِهِ: كسب
وحرف وَجهه: صرف
والحرفة، بِالْكَسْرِ: الصِّنَاعَة يرتزق مِنْهَا
والحرف عِنْد الْأَوَائِل: مَا يتركب مِنْهُ الْكَلم من الْحُرُوف المبسوطة، وَرُبمَا يُطلق على الْكَلِمَة أَيْضا تجوزا، وَإِطْلَاق الْحَرْف على مَا يُقَابل الِاسْم