الكليات (صفحة 381)

منعكسا لما كَانَ جَامعا لكَونه أخص من الْمَحْدُود وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ لَا يحصل التَّعْرِيف

وعلامة استقامته دُخُول كلمة " كل " فِي الطَّرفَيْنِ جَمِيعًا، كَمَا يُقَال فِي تَحْدِيد النَّار: كل نَار فَهُوَ جَوْهَر محرق، وكل جَوْهَر محرق فَهُوَ نَار

وَالْحَد: تَعْرِيف الشَّيْء بِالذَّاتِ، كتعريف الْإِنْسَان بِالْحَيَوَانِ النَّاطِق.

والرسم: تَعْرِيف الشَّيْء بالخارج، كتعريف الْإِنْسَان الضاحك

[وَلما كَانَ منع خُرُوج الشَّيْء من أَفْرَاد الْمُعَرّف وَدخُول شَيْء من أغياره فِي الْحَد بِاعْتِبَار الذَّات والحقيقة، كَانَ أولى باسم الْحَد الَّذِي هُوَ الْمَنْع فَلذَلِك سمي بِهِ، وَلما كَانَ ذَلِك فِي الرَّسْم بِاعْتِبَار الْعَارِض كَانَ حَقِيقا بِأَن يُسمى بالرسم لكَونه بِمَنْزِلَة الْأَثر يسْتَدلّ بِهِ على الطَّرِيق]

والتحديد: هُوَ إِعْلَام مَاهِيَّة الشَّيْء

والتعريف: هُوَ إِعْلَام مَاهِيَّة الشَّيْء أَو مَا يميزه عَن الْغَيْر

وَالْحَد فِي اصْطِلَاح الْأُصُولِيِّينَ: هُوَ الْجَامِع الْمَانِع، وَذَلِكَ يَشْمَل الرَّسْم

وَعند أهل الْمِيزَان: قَول دَال على مَاهِيَّة الشَّيْء

وَالْحَد الاسمي: هُوَ الْحَد المحصل لصور المفهومات

وَالْحَد اللَّفْظِيّ: مَا أنبأ عَن الشَّيْء بِلَفْظ أظهر عِنْد السَّائِل من اللَّفْظ المسؤول عَنهُ مرادف لَهُ كَقَوْلِنَا:

الغضنفر: الْأسد، لمن يكون عِنْده الْأسد أظهر من الغضنفر

وَالْحَد الرسمي: مَا أنبأ عَن الشَّيْء بِلَازِم لَهُ مُخْتَصّ بِهِ كَقَوْلِك: الْإِنْسَان ضَاحِك، منتصب الْقَامَة، عريض الْأَظْفَار، بَادِي الْبشرَة

وَالْحَد الْحَقِيقِيّ: مَا أنبأ عَن تَمام مَاهِيَّة الشَّيْء وَحَقِيقَته كَقَوْلِك فِي حد الْإِنْسَان: هُوَ جسم نَام حساس متحرك بالإرادة، نَاطِق

وَمن شَرَائِط الْحَقِيقِيّ أَن يذكر جَمِيع أَجزَاء الْحَد من الْجِنْس والفصل، وَأَن يذكر جَمِيع ذاتياته بِحَيْثُ لَا يشذ وَاحِد، وَأَن يقدم الْأَعَمّ على الْأَخَص، وَأَن لَا يذكر الْجِنْس الْبعيد مَعَ وجود الْجِنْس الْقَرِيب، وَأَن يحْتَرز عَن الْأَلْفَاظ الوحشية الغريبة والمجازية الْبَعِيدَة والمشتركة المترددة، وَأَن يجْتَهد فِي الإيجاز

وَالْحَد للكليات المرتسمة فِي الْعقل دون الجزئيات المنطبعة فِي الْآلَات على مَا هُوَ الْمَشْهُور

وَالْحَد لَا يركب من الْأَشْخَاص، فَإِن الْأَشْخَاص لَا تحد، بل طَرِيق إِدْرَاكهَا الْحَواس الظَّاهِرَة أَو الْبَاطِنَة

وَالْحَد الْمُشْتَرك: هُوَ ذُو وضع بَين مقدارين يكون بِعَيْنِه نِهَايَة لأَحَدهمَا وبداية للْآخر، أَو نِهَايَة لَهما، أَو بداية لَهما على اخْتِلَاف الْعبارَات باخْتلَاف الاعتبرات، فَإِذا قسم خطّ إِلَى جزأين كَانَ الْحَد الْمُشْتَرك بَينهمَا نقطة وَإِذا قسم السَّطْح إِلَيْهِمَا فالحد الْمُشْتَرك هُوَ الْخط وَإِذا قسم الْجِسْم فالحد الْمُشْتَرك هُوَ السَّطْح

وَلَا يجوز دُخُول (أَو) فِي الْحَقِيقِيّ لِئَلَّا يلْزم أَن يكون للنوع الْوَاحِد فصلان على الْبَدَل، وَذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015