فمنْ قالَ: إنَّهُ مفتقرٌ إلى مخلوقٍ بوجهٍ ما، فهوَ كاذبٌ مفترٍ كافرٌ، فكيفَ بمنْ قالَ: إنَّهُ مفتقرٌ إلى كلَّ شيءٍ؟! تعالى الله عمَّا يقولُ الظَّالمونَ علوًّا كبيرًا (?).
33 - الذينَ في قلوبهم زيغٌ منْ أهلِ الأهواءِ لا يفهمونَ منْ كلامِ اللهِ وكلامِ رسولهِ وكلامِ السَّابقينَ الأوَّلينَ والتَّابعينَ لهمْ بإحسانٍ في «بابِ صفاتِ الله» إلَّا المعاني التي تليقُ بالخلقِ؛ لا بالخالقِ، ثمَّ يريدونَ تحريفَ الكلمِ عنْ مواضعهِ في كلامِ الله وكلامِ رسولهِ إذا وجدوا ذلكَ فيهَا، وإنْ وجدوه في كلامِ التَّابعينَ للسَّلفِ افتروا الكذبَ عليهم، ونقلوا عنهم بحسبِ الفهمِ الباطلِ الذي فهموهُ، أو زادوا عليهم في الألفاظِ، وغيَّروها قدرًا ووصفًا، كما نسمعُ منْ ألسنتهم، ونرى في كتبهم (?). وهذا كلُّه بيِّنٌ لمنْ تدبَّرهُ، والأمرُ فوقَ ما أصِفُهُ وأُبَيِّنُهُ (?).
34 - يجبُّ القطعُ بأنَّ الله ليسَ كمثلهِ شيءٌ؛ لا في نفسهِ، ولا في صفاتهِ، ولا في أفعالهِ، وأنَّ مباينتَهُ للمخلوقينَ، وتنزُّهَهُ عنْ مشاركتهم أكبرُ وأعظمُ ممَّا يعرفهُ العارفونَ منْ خليقتهِ، ويصفهُ الواصفونَ. وأنَّ كلَّ صفةٍ تستلزمُ حدوثًا أو نقْصًا فيجبُ نفيُّها عنهُ (?).
35 - منْ زعمَ أنَّ اللهَ مفتقرٌ إلى عرشٍ يُقِلُّهُ، أو أنَّهُ محصورٌ في سماءٍ تُظِلُّهُ، أو أنَّهُ محصورٌ في شيءٍ منْ مخلوقاتهِ، أو أنَّهُ يحيطُ بهِ جهةٌ منْ جهاتِ مصنوعاتهِ فهوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ.