ومن افترائهم عليه: ما ذكرهُ الكتاني في كتابه: «فهرس الفهارس» نقلًا عنْ أبي عبد الله المقري حيثُ قالَ عنْ شيخ الإسلام: كانَ لهُ مقالاتٌ شنيعةٌ منْ إمرارِ حديثِ النزولِ على ظاهرهِ وقوله فيه: كنزولي هذا (?).
ومن ذلك: ما يدعيهِ أبو بكر الحصني في كتابه: «دفع شبه منْ شبَّه وتمرد» (ص41): أنَّ ابن تيميةَ كانَ يجلسُ في صحنِ الجامع الأموي فذكر ووعظ وتعرَّض لآياتِ الاستواءِ ثمَّ قال: واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا.
وفيما يلي نوردُ قطوفًا دانيةً منْ كلامهِ، وظلالًا وارفةً منْ بيانهِ، تتضمنُ دفاعًا عنهُ.
1 - إنَّ اللهَ تعالى فوقَ العالمِ مباينٌ لهُ، والمخلوقاتُ لا تحصرهُ ولا تحوزهُ ولا يفتقرُ إلى العرشِ ولا غيرهِ، مَعَ أنَّهُ عالٍ عليهَا مباينٌ لها، وليسَ مماثلًا لها، ولا يجوزُ عليهِ ما يجوزُ عليها (?).
2 - إنَّ الله تعالى فوقَ العرش، وليسَ هو داخلًا في العرشِ، ولا هوَ مفتقرٌ إلى العرشِ؛ بل هوَ الحاملُ بقوَّتهِ للعرشِ ولحملةِ العرشِ، فكيفَ يلزمُ على هذا أنْ يكونَ داخلًا في العرشِ أو مفتقرًا إليهِ؟! (?).
3 - الخالقُ سبحانه وتعالى فهو الغنيُّ عمَّا سواهُ، فلا يفتقرُ في شيءٍ منْ ذاتهِ وصفاتهِ وأفعالهِ إلى أمرٍ منفصلٍ عنهُ، بلْ كلُّ ما كانَ منفصلًا عنهُ فهوَ مفتقرٌ إليهِ، وهوَ سبحانهُ غنيٌّ عَنْ ذلكَ المنفصلِ الذي هو مفتقرٌ إليهِ، فلا يحتاجُ فيمَا يجددُهُ منْ أفعالهِ القائمةِ بنفسهِ التي يريدهَا ويقدرُ عليهَا إلى أمرٍ مستغنٍ عنهُ (?).