فمن قاس قرآن الشيطان ومؤذنه على قرآن الرحمن ومؤذنه فالله حَسيبه ومُجازيه، وسيعلم يوم الحشر أيَّ بضاعةٍ أضاع، وعند الميزان أيَثقُل أم يَخِفُّ بما قَدِم به من السماع.
وهاهنا الناس أربعة أقسام:
أحدها: من يشتغل بسماع القرآن عن سماع الشيطان.
والثاني: عكسه.
والثالث: من له نصيب من هذا وهذا.
والرابع: ليس له نصيب لا من هذا ولا من هذا.
فالاشتغال بالسماع القرآني الرحماني حال السابقين الأولين وأتباعهم ومن سلك سبيلهم.
والثاني: حال المشركين والمنافقين والفُجَّار والفُسَّاق والمبطلين ومن سلك سبيلهم.
والثالث: حالُ مؤمنٍ له مادتان، مادة من القرآن ومادة من الشيطان، وهو للغالب عليه منهما.
والرابع: حال الفارغ من ذوق هذا وهذا، فهو في شأنٍ وأولئك في شأنٍ.
فهذه الآثار التي تضمنت مدحَ الصوت الحسن بالقرآن وما يحبه الله، مَن احتج بها على السماع الشيطاني فقد بَخَسَ حظَّه من العلم والمعرفة.