قول صاحب الغناء: استمع الله ورسله للصوت الحسن

قول صاحب القرآن: دلالته على تحسين الصوت بالقران دون الغناء

جميلًا والظاهر غير جميل لم يضرَّه عند الله شيئًا، وإن كان كاسدًا عند الناس فإنه عند الله عزيز غالٍ. فإذا كان للعبد صوت حسن ولو من أحسن الأصوات، وبَذَا بصوته واستعمله في الغناء، أبغضَ الله صوته، كما يُبغِض الصورةَ المستعملة في الفواحش ولو كانت من أجمل الصور وأحسنها. فهذا فصل نافع جدًّا في الفرق بين الجمال الذي يحبه الله ويكرهه.

فصل

* قال صماحب السماع (?): إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر عن ربه أنه يستمع للصوت الحسن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استمع صوت أبي موسى وأعجبه وأثنى عليه، وقال: "قد أُوتي هذا مِزمارًا من مزامير آل داود"، فقال له أبو موسى: لو علمتُ أنك تسمع لحبَّرتُه لك تحبيرًا" أي زيّنتُه وحسَّنتُه، ومنه البُرد المحبَّر. وقد روي أن داود كان يستمع لصوته الحسنِ الإنسُ والجن والطير والوحش، وكان يُحمَل من مجلسه أربعمائة جنازة ممن قد مات من قراءته.

*قال صاحب القرآن: عجبًا لكم أيها السماعاتية ولاستدلالكم! فلو أن المنكرين عليكم كرهوا حُسنَ الصوت وعابوه وذموه مطلقًا، لكان في ذلك احتجاجٌ عليهم، كيف وهم أحبُّ الناس في الصوت الحسن، لكن الشأن فيما يُؤدَّى بالصوت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015