العلاقة بين الخلق والخلق في الجمال والقبح

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله جميلٌ يحبُّ الجمال" (?)، وقال: "إن الله يُبغِض الفاحشَ البذِيء" (?)، وقال: "إن الله لا يُحِبُّ الفُحشَ ولا التفحُّشَ" (?).

وكل واحد من الجمال والقبح له متعلَّقا الخَلْقِ والخُلُقِ، والخلق يظهر أثره في القول والعمل، فهاهنا ثمانية أقسام: جمال في الخَلْق والخُلُق والقول والفعل، فصاحبه أحمدُ الخلق وأحبُّهم إلى الله. ويُقابله قُبحٌ في الخَلْق والخُلُق والقول والفعل، فصاحبه أقبح الخلق وأبغضهم إلى الله. ثم قد يُركَّب بعض هذه الأقسام (?) مع بعض، فيكون للرجل جمالٌ في شيء وقبحٌ في غيره، وقد يكون جمالُه أكثر من قبحه فيغطِّيه ويستره، وبالعكس، وقد يتعادل فيه هذا وهذا.

ومن تأمل أحوالَ الخلق وجدهم كذلك، وفي الغالب يكون بين جمال الظاهر والباطن تلازم، وبين قبح الظاهر والباطن تلازم، فإن لكل باطن عنوانًا من الظاهر يدل عليه ويُعرف به. وقد جعل الله سبحانه بين الخَلْق والخُلُق والظاهر والباطن ارتباطًا والتئامًا وتناسبًا، ومن ههنا تكلّم الناس في الفراسة، واستنبطوا علمها، وهو من ألطف العلوم وأدقِّها، وأصله معرفة المشاكلة والمناسبة والأخوة التي عقدها الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015