التحليل على نكاح الرغبة، ونكاح المتعة على النكاح المؤبد، وأمثال ذلك من الأقيسة التي تتضمن الجمع بين ما فرَّق الله ورسوله بينهما.
فصل
* قال صاحب الغناء (?): يكفينا في هذا الباب ما قد اشتهر، وعلمه الخاص والعام من حديث الجاريتين اللتين كانتا تغنيان في بيت عائشة، بما تقاولت به الأنصار يوم بُعَاث، فأنكر عليهما أَبو بكر، وقال: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهما يا أبا بكر! فإن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا" (?).
* قال صاحب القرآن: هذا الحديث من أكبر الحجج عليك، فإن الصديق سمّى الغناء مزمور الشيطان، ولم ينكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه التسمية، وأقرَّ الجويريتين على فعله، إذ هما جويريتان صغيرتان (?) دون البلوغ غير مكلَّفتين، قد أظهرتا الفرح والسرور يوم العيد بنوعٍ ما من أنواع غناء العرب، ولاسيما الصغار منهن في بيت جاريةٍ حديثة السن، بشعرٍ من شعر العرب في الشجاعة ومكارم الأخلاق ومدحها، وذم الجبن ومساوئ الأخلاق، ومع هذا فقد سماه صديق الأمة "مزمور الشيطان". فيالله العجب! كيف صار هذا مزمور الشيطان قربةً وطاعةً