قول صاحب القرآن: المعروف عن أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إنكار الغناء والسماع

نقل الإباحة عن مالك وأهل الحجاز من أقبح الغلط وأفحشه

بالألحان، وممن قال بإباحته من السلف: مالك بن أَنس، وأهل الحجاز كلهم يبيحون الغناء، فأمّا الحُدَاء فالإجماع منهم عن إباحته، وهو والغناءُ:

رضيعَا لِبانٍ ثَدْيَ أمٍّ تقاسَما ... بأسْحَمَ دَاجٍ عَوْضُ لا نتفرقُ (?)

* قال صاحب القرآن: كلامك هذا يتضمن إثباتَ باطل وتركَ حق، وهو إن كان عمدًا فعظيمةٌ، وإن كان غلطًا فتقصير وتفريط في حقّ العلم. وذلك أن المعروف عن أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم، مثل عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهم من الصحابة، وكذلك عن أئمة التابعين ومَن بعدهم من الأئمة الأربعة وغيرهم: إنكاره، حتى ذكر زكريا بن يحيى الساجي في كتابه الذي ذكر فيه إجماع أهل العلم واختلافَهم: أنهم متفقون على المنع منه إلا رجلان (?)، إبراهيم بن سعد (?) من أهل المدينة، وعبيد الله بن الحسن العنبري من أهل البصرة، وقد تقدم حكاية ذلك، فكيف يُنقَل عن السلف والأكابر ما هم أبعد الناس منه؟

وأمّا نقلك لإباحته عن مالك بن أَنس وأهل الحجاز كلهم فهذا من أقبح الغلط وأفحشه، فإن مالكًا نفسه لم يختلف قوله وقول أصحابه في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015