وجه ذم الشعر ومدحه

وأنشد بلال كذلك وهو محموم:

ألا ليتَ شعري هل أبيتنَّ ليلةً ... بوادٍ وحَوْلي إذخِرٌ وجَليلُ

وهل أرِدَنْ يومًا مِياهَ مجنَّةٍ ... وهل تبدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيْلُ (?)

وكان الصحابة يتناشدون الأشعار بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتبسَّم (?). وأنشد حسان فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ به عمر بن الخطاب فجعل يَلحَظُه، فقال: لقد أنشدتُ فيه وفيه من هو خير منك، يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسكت عمر (?). وهذا باب أوسع من أن نستقصيه.

وقد كان الصحابة يرتجزون في الحرب، وكان يُحدَى بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشعر في الحل والحرم، وكانوا ينشدون الشعر وهم محرمون. وقد أخبر الله سبحانه أن من الشعراء من يؤمن بالله ويعمل صالحًا ويذكر الله كثيرًا، وهؤلاء ثُنْيَةُ الله من الشعراء، فلم يذمَّ هؤلاء، بل مدحهم على انتصارهم من بعدما ظُلِموا. ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يَمتلئ جوفُ أحدكم قيحًا حتى يَرِيَه خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا" (?). فذمَّ الجوف الممتلئ بالشعر الذي اشتغل به صاحبه عما فيه سعادته من العلم والإيمان والقرآن، وذكر الله كثيرًا، فإن الجوف إذا امتلأ بذلك لم يمتلئ من الشعر. ولهذا قال الشافعي -رحمه الله-: الشعر كلام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015