قال ابن عطية: " وهذا ضعيف" (?).
والثالث: أنهم: "أمم كانت قبل اليهود والنصارى، وقبل التوراة والإنجيل". قاله عطاء (?).
والرابع: وقيل أنهم: مشركو قريش (?).
والقول الأول هو الظاهر، والأشبه بالصواب، "لأن كل اليهود والنصارى دخلوا في الآية فمن ميز عنهم بقوله: {كذالك قال الذين لا يعلمون} يجب أن يكون غيرهم" (?).
وقال الإمام الطبري: " والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تبارك وتعالى أخبر عن قوم وصفهم بالجهل، ونفى عنهم العلم بما كانت اليهود والنصارى به عالمين - أنهم قالوا بجهلهم نظير ما قال اليهود والنصارى بعضها لبعض ... وجائز أن يكونوا هم المشركين من العرب، وجائز أن يكونوا أمة كانت قبل اليهود والنصارى، ولا أمة أولى أن يقال هي التي عنيت بذلك من أخرى، إذْ لم يكن في الآية دلالة على أي من أي، ولا خبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت حجته من جهة نقل الواحد العدل، ولا من جهة النقل المستفيض" (?).
قوله تعالى: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [البقرة: 113]، أي فالله "يحكم بين اليهود والنصارى، ويفصل بينهم بقضائه العادل فيما اختلفوا فيه من أمر الدين" (?).
قال الطبري: " فالله يقضي فيفصل بين هؤلاء المختلفين فيما كانوا فيه يختلفون من أديانهم ومللهم في دار الدنيا" (?).
قال ابن عطية: " بأن يثيب من كان على شيء، أي شيء حق، ويعاقب من كان على غير شيء" (?).
قال الزمخشري: " بما يقسم لكل فريق منهم من العقاب الذي استحقه" (?).
قال المراغي: " فهو العليم بما عليه كل فريق من حقّ أو باطل، فيحقّ الحق ويجعل أهله في النعيم ويبطل الباطل، ويلقى أهله فى سواء الجحيم" (?).
قال الزجاج: " يريهم من يدخل الجنة عِياناً، ويدخل النار عيانا، وهذا هو حكم الفصل فيما تصير إليه كل فرقة، فأما الحكم بينهم في العقيدة فقد بينه اللَّه عزَّ وجلَّ - فيما أظهر من حجج المسلمين، وفي عجز الخلق عن أن يأتوا بمثل القرآن" (?).
و{يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، هو اليوم الذي يبعث فيه الناس؛ وسمي بذلك لأمور ثلاثة (?):
أحدها: لأن الناس يقومون فيه من قبورهم لرب العالمين. قاله الطبري (?)، وابن عطية (?).
والثاني: ولأنه يقوم فيه الأشهاد.
والثالث: ولأنه يقام فيه العدل.