فَكِلْتَاهُمَا خَرَّتْ وَأَسْجَدَ رَأْسُهَا ... كَمَا سَجَدَتْ نَصْرَانَةٌ لَمْ تَحَنَّفِ

يقال: أسجد، إذا مال، وقد سمع في جمعهم: أنصار، بمعنى النصارى، قال الشاعر (?):

لَمَّا رَأَيْتُ نَبَطًا أَنْصَارَا ... شَمَّرْتُ عَنْ رُكْبَتِيَ الإِزَارَا

كُنْتُ لَهُمْ مِنَ النَّصَارَى جَارَا

واختلف في سبب تسميتهم بـ (النصارى) على وجوه (?):

أحدها: أنهم سموا (نصارى) لنصرة بعضهم بعضا، وتناصرهم بينهم.

والثاني: وقيل إنهم سموا (نصارى)، من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها (ناصرة) قاله ابن عباس (?)، وقتادة (?)، وابن جريج (?).

الثالث: وقيل: أنهم سموا بذلك، لقوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [سورة الصف: 14] (?).

قوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} [البقرة: 111]، " أي: تلك خيالاتهم وأحلامهم" (?).

قال أبو العالية: " أماني تمنوها على الله بغير حق" (?). وروي عن قتادة (?)، والربيع (?) نحو لك.

قال الواحدي: " أي: التي تمنّوْها على الله باطلًا" (?).

قال ابن الجوزي: " أي ذاك شئ يتمنونه وظن يظنونه" (?).

قال أبو السعود: " الجملةُ معترِضةٌ، مبنية لبطلان ما قالوا، و {تلك} إشارةٌ إليه" (?).

و(الأماني) جمع أمنية؛ وهي ما يتمناه الإنسان بدون سبب يصل به إليه، "والعرب تسمى كل ما لا حجة عليه ولا برهان له تمنيا وغرورا، وضلالا وأحلاما وإسلام الوجه لله هو الانقياد والإخلاص له في العمل بحيث لا يجعل العبد بينه وبين ربه وسطاء يقربونه إليه زلفى، ويقال فلان ليس على شاء من كذا: أي ليس على شاء منه يعتدّ به ويؤبه به" (?).

قال الزمخشري: " فإن قلت: لم قيل {تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ}، وقولهم {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ} أمنية واحدة؟ قلت: أشير بها إلى الأمانى المذكورة وهو أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم، وأمنيتهم أن يردّوهم كفاراً، وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم: أى تلك الأمانى الباطلة أمانيهم" (?).

والمشار إليه بـ {تلك} [البقرة: 110]، فيه ثلاثة احتمالات (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015