قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا} [البقرة: 103]، "أي ولو أن أولئك الذين يتعلمون السحر آمنوا بالله وخافوا عذابه" (?).
قال ابن كثير: " أي: ولو أنهم آمنوا بالله ورسله واتقوا المحارم" (?).
قال الزمخشري: أي: ولو أنهم آمنوا" برسول الله والقرآن، وواتقوا الله، فتركوا ما هم عليه من نبذ كتاب الله واتباع كتب الشياطين" (?).
قال ابن عثيمين: ولو أنهم آمنوا " بقلوبهم، واتقوا بجوارحهم؛ فالإيمان بالقلب؛ والتقوى بالجوارح؛ هذا إذا جمع بينهما؛ وإن لم يجمع بينهما صار الإيمان شاملاً للتقوى، والتقوى شاملة للإيمان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "التقوى هاهنا" (?)، وأشار إلى قلبه؛ والإيمان عند أهل السنة والجماعة: "التصديق مع القبول، والإذعان"؛ وإلا فليس بإيمان؛ و"التقوى" أصلها: وَقْوَى؛ وهي اتخاذ وقاية من عذاب الله؛ وذلك بفعل أوامر الله، واجتناب نواهيه؛ وهذا أجمع ما قيل في معناها؛ وإلا فبعضهم قال: "التقوى" أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله؛ وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله؛ وبعضهم قال في تعريف (التقوى) " (?).
قال ابن كثير: " وقد استدل بقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا} من ذهب إلى تكفير الساحر، كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وطائفة من السلف" (?).
قوله تعالى: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ} [البقرة: 103]، : " أي لأثابهم الله ثواباً أفضل مما شغلوا به أنفسهم من السحر" (?).
قال الزجاج: أي: " أن ثواب اللَّه خير لهم من كَسْبِهم بالكُفْر والسحْرِ" (?).
قال أبو السعود: أي" لأثيبوا مثوبة من عند الله خيرا مما شروا به أنفسهم" (?).
قال المراغي: أي: " لكان هذا الثواب العظيم الذي ينتظرونه من الله جزاء على أعمالهم الصالحة خيرا لهم من كل ما يتوقعون من المنافع والمصالح الدنيوية" (?).
قال ابن كثير: أي" لكان مثوبة الله على ذلك خيرا لهم مما استخاروا لأنفسهم ورضوا به، كما قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] " (?).
وقرئ: "لمثوبة، كمشورة ومشورة" (?).
قال الزمخشري: " فإن قلت: فهلا قيل لمثوبة اللَّه خير؟ قلت: لأنّ المعنى: لشيء من الثواب خير لهم" (?).
قال البيضاوي: " وإنما سمي الجزاء ثواباً ومثوبة، لأن المحسن يثوب إليه" (?).