قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} [البقرة: 93]، " أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين أَخذنا عليكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة" (?).
قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} [البقرة: 93]، أي: " ورفعنا فوقكم جبل الطور" (?).
قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 93]، " أي قلنا لهم: خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد" (?).
قال الصابوني: " أي بعزمٍ وحزم وإلاّ طرحنا الجبل فوقكم" (?).
قوله تعالى: {وَاسْمَعُوا} [البقرة: 93]، "أي استجيبوا وأطيعوا" (?).
قال البيضاوي: أي: " سماع طاعة" (?).
قال الصابون: " أي سماع طاعة وقبول" (?).
قال الثعلبي: " سميت الطاعة سمعا على المجاز، لأنّه سبب الطّاعة والإجابة ومنه قولهم: سمع الله لمن حمده أي أجابه، وقال الشاعر (?):
دعوتُ اللهَ حتى خِفتُ أن لا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أقولُ
أي يجب" (?).
قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93]، أي: " قالُوا: سَمِعْنا قولك وَعَصَيْنا أمرك" (?).
قال الراغب: " أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك" (?).
قال إسماعيل بن أبي خالد: " يقول: قد سمعنا ما تقول وعصيناك" (?).
وذكر أهل المعاني في قوله تعالى: {قالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93]، وجهين (?):
الأول: أن معناه: قالُوا سَمِعْنا قولك. وَعَصَيْنا أمرك. وهو المشهور.
والثاني: سمعنا بالآذان وعصينا بالقلوب. قاله الحسن (?).
ومعنى {وَاسْمَعُوا}، أي: أطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط، وإنما المراد اعلموا بما سمعتم والتزموه، ومنه قولهم: "سمع الله لمن حمده" (?)، أي قبل وأجاب، قال الشاعر (?):
دعوت الله حتى خفت ألا ... يكون الله يسمع ما أقول
فقوله (يسمع الله ما أقول)، أي: يقبل ما أقول (?).