والثاني: يعني أوعية للعلم (?)، وهذا قول عطية (?)، ورواية الضحاك عن ابن عباس (?)، وعطاء الخراساني (?).

وقال الكلبي: "يريدون أوعية لكلّ علم، فهي لا تسمع حديثا إلّا وعته إلّا حديثك، لا تفقهه ولا تعيه، ولو كان فيه خيرا لفهمته ووعته" (?).

الثالث: وقيل: غلف أي كالغلاف الخالي لا شيء فيه مما يدل على صحة قولك (?).

واختلفت القراءة في قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88]، على وجهين (?):

الأول: {وقالوا قلوبنا غُلْف} مخففة اللام ساكنة. وهي قراءة عامة الأمصار في جميع الأقطار. والثاني: وقرأه بعضهم: {وقالوا قلوبنا غُلُف}، مثقلة اللام مضمومة.

قوله تعالى: {بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 88]، " أي طردهم وأبعدهم من رحمته بسبب كفرهم وضلالهم" (?).

قال السمين الحلبي: " فردَّ الله عليهم ذلك بأنَّ سببَه لَعْنُهم بكفرهم السابق" (?).

قال الواحدي: " أي: أبعدهم من رحمته وطردهم" (?).

قال الطبري: " يعني: بل أقصاهم الله، أبعدهم وطردهم وأخزاهم وأهلكهم بكفرهم، وجحودهم آيات الله وبيناته، وما ابتعث به رسله، وتكذيبهم أنبياءه. فأخبر تعالى ذكره أنه أبعدهم منه ومن رحمته بما كانوا يفعلون من ذلك (?).

وقال الثعلبي: " طردهم وأبعدهم من كل خير" (?).

قال السعدي: " أي: أنهم مطرودون ملعونون، بسبب كفرهم" (?).

قال النسفي: " فرد الله أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق، وإنما طردهم بكفرهم وزيغهم" (?).

قال النضر بن شميل: "الملعون المخزي المهلك" (?).

وفي أصل (اللعن) أقوال:

الأول: الطرد والإبعاد والإقصاء، قال الشَّمَّاخ (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015