و (الإثم): "الفعل الذي يستحق عليه صاحبه الذم والعدوان: الإفراط في الظلم والتجاوز فيه" (?).

قال سعيد بن جبير: " بالإثم بعد المعصية" (?). وروي عن مقاتل بن حيان مثل ذلك (?).

وفي تفسير (العدوان) قولان (?):

أحدهما: أنه مجاوزة الحق.

والثاني: أنه في الإفراط في الظلم (?). روي نحوه عن سعيد بن جبير (?).

وقد اختلف الْقَرَأَة في قراءة: {تظاهرون} [البقرة: 85]، على وجوه (?):

الأول: قرأها بعضهم: {تظاهرون} على مثال (تفاعلون)، واختاره أبو عبيد ووجه هذه القراءة: إنّهم حذفوا تاء الفاعل وأبقوا تاء الخطاب كقوله {وَلا تَعاوَنُوا} [المائدة: 2]، وقوله: {ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ} [الصافات: 25] (?).

والثاني: وقرأها أهل المدينة وأهل مكة: {تظَّاهرون}، فشدد، بتأويل: {تتظاهرون}، غير أنهم أدغموا التاء الثانية في الظاء، لتقارب مخرجيهما، فصيروهما ظاء مشددة. واختاره أبو حاتم (?).

والثالث: وقرأ الكوفيون {تظاهرون} مخففا، حذفوا التاء الثانية لدلالة الأولى عليها، وكذا {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم: 4].

والرابع: وقرأ قتادة وابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {تظهرون عليهم}، وشددة الظاء، وكله راجع إلى معنى التعاون، ومنه: {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} [الفرقان: 55] وقوله: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] (?).

والقراءة الأولى والثانية، وإن اختلفت ألفاظهما، فإنهما متفقتا المعنى. فسواء بأي ذلك قرأ القارئ، لأنهما جميعا لغتان معروفتان، وقراءتان مستفيضتان في أمصار الإسلام بمعنى واحد، ليس في إحداهما معنى تستحق به اختيارها على الأخرى، إلا أن يختار مختار {تظاهرون}، المشددة طلبا منه تتمة الكلمة (?).

قوله تعالى: {وَإِن يَأتُوكُمْ أسارى تُفَادُوهُمْ} [البقرة: 85]، "أي إذا وقعوا في الأسر فاديتموهم، ودفعتم المال لتخليصهم من الأسر" (?).

قال ابن عباس: " وقد عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم" (?).

قال الواحدي: "إن أتوكم مأسورين يطلبون الفداء فديتموهم" (?).

قال ابن عثيمين: " يعني: تفدون المأسورين وهو محرم عليكم إخراجهم من ديارهم؛ فأنتم لم تقوموا بالإيمان بالكتاب كله" (?).

واختلفت القراءة في قوله {أسارى تُفَادُوهُمْ} [البقرة: 85]، على وجوه (?):

الأول: فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {أسرى تفدوهم}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015