الأول: أنه "الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجوا من صلب آدم كالذر". قاله مكي (?).

وضعّفه ابن عطية (?).

والثاني: وقيل: هو ميثاق أخذ عليهم وهم عقلاء في حياتهم على ألسنة أنبيائهم، وهو قوله: {لا تعبدون إلا الله} وعبادة الله إثبات توحيده، وتصديق رسله، والعمل بما أنزل في كتبه.

قال ابن جريج: " الميثاق الذي أخذ عليهم في سورة المائدة (?) " (?). وروي عن أبي العالية نحوه (?).

والراجح -والله أعلم- هو القول الثاني، " وإنما هو ميثاق أخذ عليهم وهم عقلاء في حياتهم، على لسان موسى عليه السلام وغيره من أنبيائهم عليهم السلام" (?).

قوله تعالى: {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [البقرة: 83]، أي: " بأن لا تعبدوا غير الله" (?).

قال أبو العالية: " أخذ مواثيقهم أن يخلصوا له ولا يعبدوا غيره" (?).

واختلف في موضع {لَا تَعْبُدُونَ} [البقرة: 83]، من الأعراب على خمسة أقوال (?):

القول الأول: قال الكسائي (?): رفعه على: أن لا يعبدوا، كأنه قيل: أخذنا ميثاقهم بأن لا يعبدوا، إلا أنه لما أسقطت (أن) رفع الفعل كما قال طرفة (?):

ألا أيهذا اللاثمي أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

أراد أن أحضر ولذلك عطف عليه (أن)، وأجاز هذا الوجه الأخفش (?) والفراء (?) والزجاج (?) وقطرب وعلي بن عيسى وأبو مسلم.

وأنكر المبرد هذا القول، وقال: هو خطأ من وجهين (?):

أحدهما: أن كل ما أضمر في العربية فهو يعمل عمله مُظْهَرًا، كقولهم: وبلدٍ قطعت، يراد: ورُبَّ بلد قطعت، وكقوله تعالى: {نَاقَةَ الله} [الشمس: 13] أي: احذروا، وكقوله: {قَالُوا مَعْذِرَةً} [الأعراف: 164] أي: موعظتنا معذرة.

والثاني: أنه لا يجوز حذف الموصول في شيء من الكلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015