وأخرج الطبري عن ابن عباس: " شديدة الصفرة، تكاد من صفرتها تَبْيَضُّ. وقال أبو جعفر: أُراه أبيض! " (?). وروي عن ابن زيد مثل قول ابن عباس (?).

و(الفقوع)، في الصفر، نظير النصوع في البياض، وهو شدته وصفاؤه، ومنه قول الشاعر (?):

حملت عليه الوَرد حتى تركته ... ذليلا يسُف الترب واللون فاقع

وقرأ الضّحاك: " {لَوْنُها}، قال الثعلبي: "نصبا كانّه عمل فيه لسببين وجعل ما صلة" (?).

قوله: {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]، " أي تعجب الناظرين" (?).

قال الطبري: أي: تعجب هذه البقرة - في حسن خلقها ومنظرها وهيئتها - الناظر إليها (?).

قال الصابوني: أي: من"حسن منظرها تسر كل من رآها" (?).

قال قتادة: " أي تعجب الناظرين" (?). وروي عن السدي (?) مثل ذلك.

وقال وهب: " إذا نظرت إليها، يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها" (?).

قال الثعلبي: " تعجبهم من حسنها وصفاء لونها لأنّ العين تسر وتولع بالنظر إلى الشيء، الحسن" (?).

قال ابن عثيمين: " يعني ليست صفرتها صفرة توجب الغم؛ أو صفرتها مستكرهة؛ بل هي صفرة تجلب السرور لمن نظر إليها؛ فصار التضييق من ثلاثة أوجه: صفراء؛ والثاني: فاقع لونها؛ والثالث: تسر الناظرين" (?).

قال السمين الحلبي: " و (السرورُ) لَذَّةٌ في القلب عند حصولِ نَفْعِ أو توقُّعِه، ومنه «السريرُ» الذي يُجْلَسُ عليه إذا كان لأولي النِّعمةِ، وسريرُ الميِّت تشبيهاً به في الصورة وتفاؤلاً بذلك" (?).

الفوائد:

1. من فوائد الآية: أن بني إسرائيل أرادوا أن يتقهقروا عن تنفيذ أمر الله عزّ وجلّ بقولهم: {ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}؛ مرة أخرى.

2. ومنها: أن الإنسان إذا لم يقبل هدى الله عزّ وجلّ من أول مرة فإنه يوشك أن يشدد الله عليه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر؛ ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" (?).

القرآن

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)} [البقرة: 70]

التفسير:

قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق؛ لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015