قال ابن الأنباري: "المسكنة الأمور التي تسكن صاحبها وتمنعه من الحركة ومن هذا أخذ المسكين، توهمًا أن الميم من أصل الكلمة، كما قالوا: تمكن من المكان، وهو مفعل من الكون، ويقال: تسكن الرجل وتمسكن إذا ظهرت عليه أمور المساكين وتشبه بهم" (?).
قال ابن عثيمين: " فلا توجد أمة أفقر قلوباً، ولا أبخل من اليهود، فالأموال كثيرة، لكن قلوبهم فقيرة، وأيديهم مغلولة" (?).
وفي قوله تعالى {عليهم} [البقرة: 66]، ثلاث قراءات: "كسر الهاء وضم الميم؛ وكسرها جميعاً؛ وضمهما جميعاً" (?).
قوله تعالى: {وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ الله} [البقرة: 66]، "أي انصرفوا ورجعوا بالغضب والسخط الشديد من الله" (?).
قال الربيع: " فحدث عليهم غضب من الله" (?).
وقال الضحاك"" استحقوا الغضب من الله" (?).
قال الطبري: أي" ورجعوا منصرفين متحملين غضب الله، قد صار عليهم من الله غضب، ووجب عليهم منه سخط" (?).
قوله تعالى {ذَلِكَ} [البقرة: 61]، أي: ": فعلنا بهم من إحلال الذل والمسكنة والسخط بهم" (?).
قال الصابوني: "أي ما نالوه من الذل والهوان والسخط والغضب بسبب ما اقترفوه من الجرائم الشنيعة" (?).
قوله تعالى: {بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 61]، "أي بسبب كفرهم بآيات الله جحوداً واستكباراً" (?).
واختلفوا في نوع (الباء) في {بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 61]، على ثلاثة أقوال (?):
أحدها: أنها للسببية. والمعنى بسبب كفرهم.
والثاني: أنها بمعنى (اللام) والمعنى: لأنهم. قاله المهدوي (?).
والثالث: أنها بمعنى (من أجل). والمعنى: "من أجل أنهم كانوا يكفرون". قاله الطبري (?). واحتج بقول أعشى بني ثعلبة (?):
مليكيةٌ جَاوَرَتْ بالحجا ... قوما عداة وأرضا شطيرا
بما قد تَرَبَّع روض القطا ... وروض التناضِب حتى تصيرا
يعني بذلك: جاورت بهذا المكان، هذه المرأة، قوما عداة وأرضا بعيدة من أهله، لمكان قربها كان منه ومن قومه وبلده، من تربعها روض القطا وروض التناضب (?).