قال الزمخشري: "وعن الحسن: لم يأمره أن يضرب حجراً بعينه قال: وهذا أظهر في الحجة وأبين في القدرة" (?).
والثاني: أن (الألف اللام) للعهد، وعليه أنه كان حجرا مخصوصا بعينه، وقد روي عن قتادة (?)، بأنه كان حجرا من جبل الطور. واختار هذا القول البيضاوي (?).
ثم اختلفوا في تحديده على أقوال (?):
أحدها: كان حجرا خفيفا مربعا، قاله ابن عباس (?).
والثاني: أنه كان مثل رأس الثور. قاله عطية العوفي (?).
والثالث: أنها كانت رخاما. حكاه الثعلبي (?).
والرابع: كان الحجر من الكدان، قاله أبو روق (?).
والخامس: أنه الحجر الذي وضع موسى ثوبه عليه ليغتسل حين رموه بالأدرة (?). قاله سعيد بن جبير (?).
والخامس: وقيل أهبطه آدم من الجنة فتوارثوه، حتى وقع إلى شعيب، فدفعه إليه مع العصا (?).
قال ابن عطية: "ولا خلاف أنه كان حجرا منفصلا مربعا تطرد من كل جهة ثلاث عيون إذا ضربه موسى، وإذا استغنوا عن الماء ورحلوا جفت العيون" (?).
روي عن قتادة في قوله: {وإذ استسقى موسى لقومه} الآية، قال: " كان هذا إذْ هم في البرية اشتكوا إلى نبيهم الظمأ، فأمروا بحجر طوري - أي من الطور - أن يضربه موسى بعصاه. فكانوا يحملونه معهم، فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، لكل سبط عين معلومة مستفيض ماؤها لهم" (?).
قوله تعالى: {فانفجرت مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْناً} [البقرة: 60]، "أي فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم" (?).
قال مجاهد: : "خافوا الظمأ في تيههم حين تاهوا، فانفجر لهم الحجر اثنتي عشرة عينا، ضربه موسى" (?).
واختلفت القراءة في قوله تعالى {اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً} [البقرة: 60]، على ثلاثة أوجه (?):
الأول: قرأ العامة: بسكون (الشّين) على التخفيف.
والثاني: قرأ العباس بن الفضل الأنصاري: بفتح (الشين) على الأصل.
والثالث: وقرئ بكسر (الشين) (?).
قوله تعالى: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60]، "أي علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا" (?).