فقيل: "أراد أنه لا تعب في الكمأة ولا جذاذ ولا حصاد، فهي منة دون تكلف، من جنس مَنِّ بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف" (?).

والقول الأخير هو الأقرب إلى الصواب، أي: أن (المن) هو: "كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب، وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد، فالمن المشهور إن أكل وحده كان طعاما وحلاوة، وإن مزج مع الماء صار شرابا طيبا، وإن ركب مع غيره صار نوعا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده" (?)؛ وهذا الرأي يعضده الحديث السابق (?).

كما يمكن إرجاع المن بأنه مادة صمغية جوية تنزل على شجر البادية تشبه الدقيق المبلول فيه حلاوة إلى حموضة، فإن أُكِل وحده كان طعاماً وحلاوة، وإن مزج معه الماء صار شراباً طيباً، وإن ركب مع غيره صار نوعاً آخر (?)، وعلى هذا القول يمكن حمل أكثر أقوال المفسرين أعلاه عليه، باعتبار كل قول منها ذكر وصفاً للمن سواء في كيفية النزول أم مكان وجوده أم طعمه أم طريقة تناوله. والله أعلم.

وكذا اختلف في المعني بقوله تعالى {السَّلْوَى} [البقرة: 57]، على أقوال (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015