قال السدي: " يقول: أعذبه عذابا لا يعذب به أحد من العالمين غير أهل المائدة" (?).
قال ابن كثير: " أي: من عالمي زمانكم، كقوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]، وكقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145] " (?).
قال السمعاني: " أي: جنس عذاب لم أعذب به أحدا" (?).
قال السعدي: " لأنه شاهد الآية الباهرة وكفر عنادا وظلما، فاستحق العذاب الأليم والعقاب الشديد" (?).
وقوله تعالى: {مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 115]، يحتمل وجهين:
أحدهما: يعني من عالمي زمانهم. وهذا قول أبو العالية (?)، وقتادة (?)، ومجاهد (?)، وابن زيد (?).
قال أبو العالية: " فإن لكل زمان عالما" (?).
والثاني: من سائر العالمين كلهم. ذكره الماوردي (?).
قال الزمخشري: العالمين: أي: " الجم الغفير من الناس" (?).
وفيهم قولان:
أحدهما: هو أن يمسخهم قردة، قاله عمار بن ياسر (?)، وسلمان الخير (?).
عن سلمان الخير: " فلما أمسى المرتابون بها، وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين، فلما كان في آخر الليل مسخهم الله خنازير، فأصبحوا يتبعون الأقذار في الكناسات" (?).