قال ابن كثير: " وهذا القول هو - والله أعلم - الصواب، كما دلت عليه الأخبار والآثار عن السلف وغيرهم. وقد ذكر أهل التاريخ أن موسى بن نصير نائب بني أمية في فتوح بلاد المغرب، وجد المائدة هنالك مرصعة باللآلئ وأنواع الجواهر، فبعث بها إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، باني جامع دمشق، فمات وهي في الطريق، فحملت إلى أخيه سليمان بن عبد الملك الخليفة بعده، فرآها الناس وتعجبوا منها كثيرًا لما فيها من اليواقيت النفيسة والجواهر اليتيمة. ويقال إن هذه المائدة كانت لسليمان بن داود، عليهما السلام، فالله أعلم" (?).
قال البغوي: " والصحيح الذي عليه الأكثرون: أنها نزلت، لقوله تعالى: {إني منزلها عليكم}، ولا خلف في خبره، لتواتر الأخبار فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين" (?).
قرأ نافع وعاصم وابن عامر: {إني منزلها} مشددة، " لأنها نزلت مرات، والتفعيل يدل على التكرير مرة بعد أخرى" (?).
وقرأ الباقون {منزلها} خفيفة (?).
قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ} [المائدة: 115]، أي: " فمن يجحد منكم وحدانيتي ونبوة عيسى عليه السلام" (?).
قال السدي: " بعد ما جاءته المائدة" (?).
قال ابن كثير: " أي: فمن كذب بها من أمتك يا عيسى وعاندها " (?).
قال البغوي: " أي: بعد نزول المائدة" (?).
قوله تعالى: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 115]، أي: " فإني أعذبه عذابًا شديدًا، لا أعذبه أحدًا من العالمين" (?).