قال السعدي: " أي: يكون وقت نزولها عيدا وموسما، يتذكر به هذه الآية العظيمة، فتحفظ ولا تنسى على مرور الأوقات وتكرر السنين، كما جعل الله تعالى أعياد المسلمين ومناسكهم مذكرا لآياته، ومنبها على سنن المرسلين وطرقهم القويمة، وفضله وإحسانه عليهم" (?).
قال السمعاني: " العيد: المراد به: يوم السرور لهم" (?).
وفي قوله تعالى: {تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} [المائدة: 114]، ثلاثة تاويلات:
أحدها: نتخذ اليوم الذي أنزلت فيه عيداً نعظمه نحن ومن بعدنا قاله قتادة (?)، والسدي (?)، وابن جريج (?).
وقيل: إن المائدة أنزلت عليهم في يوم الأحد غداة وعشية، ولذلك جعلوا الأحد عيداً.
قال سفيان: " {تكون لنا عيدًا}، قالوا: نصلي فيه. نزلت مرتين" (?).
والثاني: معناه: عائدة من الله تعالى علينا، وبرهاناً لنا ولمن بعدنا. ذكره الطبري عن آخرين (?).
قال الثعلبي: " أي عائدا من علينا وحجة وبرهانا والعيد اسم لما أعتد به وعاد إليك من كل شيء ومنه قيل: أيام الفطر والأضحى عيد لأنهما يعودان كل سنة، ويقال: لطيف الخيال عيد، قال الشاعر (?):
يا عيد مالك من شوق وإيراق ... ومرَّ طيف من الأهوال طَراَّق" (?).
فإنه أراد الخيال الذي يعتاده.
والثالث: يعني نأكل منها جميعاً، أولنا وآخرنا، قاله ابن عباس (?).