والسادس: معناه: الأمر، أي: ألقيت في قلوبهم وألهمتهم وأمرتهم، وهذا قول أبي عبيدة (?)، وذكره السمعاني (?)، ومنه قول العجاج (?):
الحَمْدُ لِلِه الَّذِي اسْتَقَّلتِ ... بِإِذْنِه السَّماءُ، وَاطْمأَنَّتِ
بِإذْنِهِ الأَرْضُ وما تَعَتَّتِ ... أَوْحَى لَهَا القَرَارَ فاسْتَقَرَّتِ
أي: أمرها بالقرار.
وفي التذكير بهذه النعمة قولان (?):
أحدهما: أنها نعمة على الحواريين أن آمنوا، فذكر الله تعالى به عيسى لأنهم أنصاره.
الثاني: أنها نعمة على عيسى، لأنه جعل له أنصاراً من الحواريين قد آمنوا به.
والحواريون: "هم خواص عيسى عليه السلام الذين استخلفهم من جملة الناس" (?).
قال ابن كثير: " الْحَوَارِيُّونَ: هم أتباع عيسى عليه السلام" (?).
قال الماوردي: "وأصل الحواري: الحَوَر وهو شدة البياض، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه، والحَوَر نقاء بياض العين " (?).
واخْتُلِف في تسميتهم بالحواريين على أقوال:
أحدها: انهم سُمُّوا بذلك لبياض ثيابهم، وهذا قول ابن عباس (?)، وسعيد بن جبير (?)، ومسلم البطين (?).