ذلك أولى بالصحة في تأويل ذلك لأن الله جل ثناؤه عقًّب ذكر ذلك برمي اليهود بصنائعها وقبيح أفعالها، وخيانتها ربَّها وأنبياءها. ثم أمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم، والصفح عن عظيم جهلهم، فكان معلوما بذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بالعفو عنهم والصفح عَقِيب قوله: {إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم} وغيرُهم كان يبسط الأيدي إليهم، لأنه لو كان الذين همُّوا ببسط الأيدي إليهم غيرَهم لكان حريًّا أن يكون الأمر بالعفو والصفح عنهم، لا عمَّن لم يجر لهم بذلك ذكر ولكان الوصف بالخيانة في وصفهم في هذا الموضع، لا في وصف من لم يجر لخيانته ذكر، ففي ذلك ما ينبئ عن صحة ما قضينا له بالصحة من التأويلات في ذلك، دون ما خالف " (?).

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 11]، أي: " يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه" (?).

قال ابن عباس: " ما أنزل الله آية في القرآن، يقول فيها: {يا أيها الذين آمنوا}، إلا كان على شريفها وأميرها" (?).

قال سعيد بن جبير: "قوله: {آمنوا بالله}، يعني: بتوحيد الله" (?).

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه" (?).

قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [المائدة: 11]، أي: " اذكروا فضل الله عليكم بحفظه إِياكم من أعدائكم" (?).

قوله تعالى: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} [المائدة: 11]، أي: " إذ أراد قوم أن يبطشوا بكم بالقتل والإِهلاك" (?).

قال مجاهد: " هم يهود" (?).

قال السمرقندي: أي: " أرادوا وتمنوا أن يمدوا أيديهم إليكم بالقتل" (?).

قال البيضاوي: أي: " بالقتل والإهلاك، يقال بسط إليه يده إذا بطش به وبسط إليه لسانه إذا شتمه" (?).

قال الزمخشري: " معنى: «بسط اليد» مدها إلى المبطوش به" (?).

قوله تعالى: {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [المائدة: 11]، أي: " فصرفهم الله عنكم، وحال بينهم وبين ما أرادوه بكم" (?).

قال السمرقندي: أي: " فكف أيديهم عنكم بالمنع" (?).

قا البيضاوي: أي: " منعها أن تمد إليكم ورد مضرتها عنكم" (?).

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [المائدة: 11]، أي: " واتقوا الله واحذروه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015