قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6]، أي: " ما يريد الله في أمر الطهارة أن يُضَيِّق عليكم" (?).
قال مجاهد: ": {من حرج}، من ضيق" (?). وروي عن عكرمة مثل ذلك (?).
قال القرطبي: " أي: من ضيق في الدين، دليله قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] " (?).
قال الطبري: أي: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ما يريد الله بما فرض عليكم من الوضوء إذا قمتم إلى صلاتكم، والغُسل من جنابتكم والتيمم صعيدا طيبا عند عدمكم الماء ليجعل عليكم من حرج ليلزمكم في دينكم من ضيق، ولا ليعنتكم فيه" (?).
قال ابن كثير: " أي: فلهذا سهل عليكم ويسَّر ولم يعسِّر، بل أباح التيمم عند المرض، وعند فقد الماء، توسعة عليكم ورحمة بكم، وجعله في حق من شرع الله يقوم مقام الماء إلا من بعض الوجوه" (?).
قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: 6]، أي: " بل يريد ليطهركم من الذنوب وأدناس الخطايا بالوضوء والتيمم" (?).
قال القرطبي: " أي: من الذنوب كما ذكرنا من حديث أبي هريرة (?)، والصنابحي (?). وقيل: من الحدث والجنابة. وقيل: لتستحقوا الوصف بالطهارة التي يوصف بها أهل الطاعة" (?).
قال الطبري: أي: " ولكن الله يريد أن يطهِّركم بما فرض عليكم من الوضوء من الأحداث والغسلِ من الجنابة، والتيمم عند عدم الماء، فتنظفوا وتطهّروا بذلك أجسامكم من الذنوب" (?).