وفي قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [المائدة: 6] ثلاثة أقاويل (?):
أحدها: ما انطلق عليه اسم المرض من مستضرٍّ بالماء وغير مستضرٍّ، وهذا قول داود بن علي (?).
الثاني: ما استضر فيه باستعمال الماء دون ما لم يستضر، وهذا قول مالك (?)، وأحد قولي الشافعي (?).
والثالث ما خيف من استعمال الماء فيه التلف دن ما لم يُخفْ، وهو القول الثاني من قولي الشافعي (?).
قوله تعالى: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [المائدة: 6]، أي: " أو كنتم على سفر في حال الصحة" (?).
قال الطبري: أي: " أو [كنتم] مسافرين وأنتم جنب" (?).
وفي قوله تعالى: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [المائدة: 6]، ثلاثة أقاويل (?):
أحدها: ما انطلق عليه اسم السفر من قليل وكثير، وهو قول داود.
والثاني: مسافة يوم وليلة فصاعداً، وهو قول مالك، والشافعي رحمهما الله.
والثالث: مسافة ثلاثة أيام، وهو مذهب أبي حنيفة.
قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [المائدة: 6]، أي: " أو قضى أحدكم حاجته" (?).
قال الطبري: " يقول: أو جاء أحدكم وقد قضى حاجته فيه وهو مسافر. وإنما عنى بذكر مجيئه منه قضاء حاجته فيه" (?).
قال ابن كثير: " الغائط: هو المكان المطمئن من الأرض، كنى بذلك عن التغوط، وهو الحدث الأصغر" (?).
قال مجاهد: " الغائط، الوادي" (?).
قوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [المائدة: 6]، أي: " أو جامع زوجته" (?).
قال الطبري: " يقول: أو جامعتم النساء وأنتم مسافرون" (?).
وفي هذه الملامسة قولان:
أحدهما: أنها كناية عن الجماع، لقوله {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} [البقرة: 237] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب: 49]. وهو قول عليّ (?)، وابن عباس (?)، والحسن (?) وقتادة (?)، ومجاهد (?).