إن الذين جحدوا ما أُنزل إليك من ربك استكبارًا وطغيانًا، لن يقع منهم الإيمان، سواء أخوَّفتهم وحذرتهم من عذاب الله، أم تركت ذلك؛ لإصرارهم على باطلهم.

اختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على أقوال (?):

أحدها: أنها "نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته". قاله الضحاك (?).

والثاني: وقيل نزلت في اليهود. قاله ابن عباس (?)، والكلبي (?)، واختاره الطبري (?).

والثالث: وقيل: "نزلت في أهل القليب (?) قليب بدر. منهم أبو جهل، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط والوليد بن المغيرة" (?)، حكي ذلك عن الربيع (?).

قال ابن حجر: "وكذا حكاه أبو حيان ولم ينسبه لقائل (?)، وأقره، وفيه خطأ لأن الوليد بن المغيرة مات بمكة قبل الهجرة (?)، وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد رحيل المسلمين من بدر راجعين إلى المدينة قتل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصفراء باتفاق أهل العلم بالمغازي" (?).

الرابع: وقال أبو العالية: "نزلت في قادة الأحزاب، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار} " (?).

والخامس: وقيل: أنها "أنزلت في مشركي العرب من قريش وغيرهم" (?).

السادس: وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا مَنْ سبقت له السعادة في الذّكْر الأول، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015