يعني ظَفِر بحاجته وأصابَ خيرًا.

ومنه قول الراجز (?):

عَدِمتُ أُمًّا ولَدتْ رِياحَا ... جَاءَتْ بِهِ مُفَرْكَحًا فِرْكَاحَا

تَحْسِبُ أَنْ قَدْ وَلَدَتْ نَجَاحَا! ... أَشْهَدُ لا يَزِيدُهَا فَلاحَا

يعني: "خيرًا وقربًا من حاجتها. والفلاحُ مصدر من قولك: أفلح فلان يُفلح إفلاحًا وفلاحًا وفَلَحًا" (?)، قال الزمخشري: " والمفلح: الفائز بالبغية كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر ولم تستغلق عليه. والمفلج - بالجيم - مثله. ومنه قولهم المطلقة: استفلحى بأمرك بالحاء والجيم" (?).

والثاني: وقيل: الفلاح: هو البقاء، وقد ورد ذلك في كلام العرب أشعار، ومن ذلك قول لبيد (?):

نَحُلُّ بِلادًا، كُلُّهَا حُلَّ قَبْلَنَا ... وَنَرْجُو الْفَلاحَ بَعْدَ عَادٍ وَحِمْيَرِ

يريد البقاء، ومنه أيضًا قول عَبيد (?):

أَفْلِحَ بِمَا شِئْتَ، فَقَدْ يُدْرَكُ بِالضَّـ ... ـعْفِ، وَقَدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ

يريد: عش وابقَ بما شئت، وكذلك قول نابغة بني ذبيان (?):

وَكُلُّ فَتًى سَتَشْعَبُهُ شَعُوبٌ ... وَإِنْ أَثْرَى، وَإِنْ لاقَى فَلاحًا

أي نجاحًا بحاجته وبَقاءً (?).

ومنه قول الأضبط (?):

لكلّ همّ من الهموم سعه ... والصّبح والمسى لا فلاح معه

قال ابن عطية: "والبقاء يعمه إدراك الأمل والظفر بالبغية، إذ هو رأس ذلك وملاكه، وحكى الخليل (الفلاح) (?) على المعنيين" (?).

الثالث: وقيل: المفلح: هو المقطوع له بالخير (?)، لأن الفلح في كلامهم القطع (?)، وكذلك قيل للأكار فلاح، لأنه يشق الأرض، وقد قال الشاعر (?):

لَقَدْ عَلِمتَ يا ابنَ أُمِّ صحصحْ ... أن الحديدَ بالحديدِ يُفلحْ

أَي: "يُشَقُّ ويُقطع" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015