قال ابن كثير: " أي: كفروا في أنفسهم فلم يتبعوا الحق" (?).

قال الطبري: أي: " الذين جحدوا، يا محمد، نبوتك بعد علمهم بها، من أهل الكتاب الذين اقتصصت عليك قصتهم، وأنكروا أن يكون الله جل ثناؤه أوحى إليك كتابه" (?).

قوله تعالى: {وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 167]، أي: " وصدوا الناس عن الإسلام" (?).

قال السمرقندي: " يعني: صرفوا الناس عن دين الله" (?).

قال ابن كثير: أي" وسَعوْا في صد الناس عن اتباعه والاقتداء به" (?).

قال السمعاني: " صدهم عن سبيل الله كان بكتمان نعت محمد" (?).

قال الطبري: " يعني: عن الدين الذي بعثَك الله به إلى خلقه، وهو الإسلام. وكان صدهم عنه، قِيلُهم للناس الذين يسألونهم عن محمد من أهل الشرك: «ما نجد صفة محمد في كتابنا! »، وادعاءهم أنهم عُهِد إليهم أن النبوّة لا تكون إلا في ولد هارون ومن ذرية داود، وما أشبه ذلك من الأمور التي كانوا يثبِّطون الناس بها عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق به وبما جاء به من عند الله" (?).

عن مجاهد قوله: " {عن سبيل الله}، عن الحق" (?).

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 167]، أي: " قد بَعُدوا عن طريق الحق بُعْدًا شديدًا" (?).

قال مقاتل: " يعني: طويلا" (?).

قال الطبري: " يعني: قد جاروا عن قصد الطريق جورًا شديدًا، وزالوا عن المحجّة" (?).

قال ابن كثير: أي: "قد خرجوا عن الحق وضلوا عنه، وبَعُدُوا منه بعدًا عظيما شاسعًا" (?).

قال السمعاني: " أي: هلكوا، والضلال: الهلاك" (?).

الفوائد:

1 - شر الكفر ما كان مع الصد عن سبيل اله والظلم، وهذا كفر اليهود، العياذ بالله.

قال السعدي: " وأي ضلال أعظم من ضلال من ضل بنفسه وأضل غيره، فباء بالإثمين ورجع بالخسارتين وفاتته الهدايتان" (?).

2 - أن أشد الناس ضلالا من كان ضالا ويعتقد فى نفسه أنه محق، ويتوسل بذلك الضلال إلى اكتساب المال، فهو قد سار فى سبيل الشيطان، وبعد عن سبيل الله، فلم يعد يفقه أنها هى الموصلة إلى خير العاقبة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015