والثاني: أنهم قالوا: جهرة من القول: أّرِنا الله، فيكون على التقديم والتأخير، وهذا قول ابن عباس (?)، واختيار أبي عبيدة (?).
قال ابو عبيدة: " قالوا جهرة: أرنا الله، لأنهم إذا رأوا الله فالسر جهرة، فإنما جهرة صفة لقولهم" (?).
قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]، أي: " فجاءتهم من السماء نار فأهلكنهم بسبب ظلمهم" (?).
قال أبو السعود: " أي: النار التى جاءت من السماء فأهلكتهم" (?).
قال الطبري: " يقول: فصُعقوا بظلمهم أنفسهم. وظلمهم أنفسهم، كان مسألَتهم موسى أن يريهم ربهم جهرة، لأن ذلك مما لم يكن لهم مسألته" (?).
قال قتادة: " أخذتهم الصاعقة , أي ماتوا" (?).
قال الربيع بن انس: " هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه , قال: سمعوا كلاما فصعقوا , يقول: ماتوا" (?).
قال ابن شابور: "سمعت عروة بن رويم , يقول: سأل بنو إسرائيل موسى يعني أن يريهم الله جهرة , فأخبرهم أنهم لن يطيقوا ذلك , فأبوا , فسمعوا من الله فصعق بعضهم وبعض ينظرون , ثم بعث هؤلاء وصعق هؤلاء" (?).
وعن السدي، قوله: " {جهرة فأخذتهم الصاعقة} [النساء: 153]، والصاعقة: نار" (?).
ويحتمل قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]، وجهين (?):
أحدهما: بظلمهم لأنفسهم.
والثاني: بظلمهم في سؤالهم.
قال النسفي: " {بِظُلْمِهِمْ} على أنفسهم بسؤال شيء في غير موضعه أو بالتحكم على نبيهم في الآيات وتعنتهم فى سؤل الرؤية لا بسؤال الرؤية لأنها ممكنة كما نزل القرآن جملة ولو كان ذلك بسبب سؤال الرؤية لكان موسى بذلك أحق فإنه قال رب أرنى انظر اليك وما أخدته الصاعقة بل أطمعه وقيده بالممكن ولا يعلق بالممكن إلا ما هو ممكن الثبوت ثم أحياهم" (?).
وقرئ: " «الصعقة» (?).
قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} [النساء: 153]، أي: " ثم اتخذوا العجل إِلهاً وعبدوه" (?).
قال السمعاني: " يعنى: إلها" (?).
قال الطبري: "يعني: ثم اتخذ هؤلاء الذين سألوا موسى ما سألوه من رؤية ربهم جهرةً، بعد ما أحياهم الله فبعثهم من صعقتهم العجلَ الذي كان السامريُّ نبذ فيه ما نبذ من القبْضة التي قبضها من أثر فرس جبريل عليه السلام إلهًا يعبدونه من دون الله" (?).
قال أبو العالية: " إنما سمي العجل , لأنهم عجلوا فاتخذوه قبل أن يأتيهم" (?).